الخميس، 28 يونيو 2012

سُم


قالت له أنها لا تريد أن تقع في حبه فهو لا يستطيع أن يتزوجها الآن وهي لن تتحمل الدخول في علاقة طويلة .. فطمأنها "سنظل أصدقاء ليس أكثر".
كل شيء كان يتجه في إتجاه الحب ولكنه كان يدعي إنها الصداقة "ليس أكثر" .. مكالماته الكثيرة ليطمأن عليها، رغبته في أن يسمع منه كل شيء عن حياتها، أن يعلم كيف تقضي يومها ويحكي لها كيف يقضي هو يومه.
كانت تحاول أن تُكذب هذا الإحساس بأن هناك فعلاً شيء أكثر ولكن ما إن يظهر هذا الإحساس حتى يقوم هو بما يجعل هذا الإحساس يذهب سريعاً، تحاول أن تطمئن عليه فلا تستطيع أن تصل إليه، تجد منه معاملة باردة بعيدة حتى عن الصداقة المفروضة.
حاولت هي إبعاد إحساسها عن القلب والحب وما كف هو عن محاولة إستدراجها بالتصرفات المتعاكسة.
حاولت أن تُغلب العقل على القلب ولكنه لم يساعدها ..
"ماذا فيها إن احتضنتك، ألا تشتاقي لي؟"
ارتبكت داخلها وتماسكت أمامه، "ما نوع هذه الصداقة" سألت نفسها، وعندما سألته فقال إنها مجرد أحاسيس تأتيه ويُحب أن لا يبعدها لأنه يستلذ بها فهي تُقربه منها.
لكن ماذا عن الصداقة .. سألت
فقال لها "ماذا عنها؟ نحن مازلنا أصدقاء .. أنتِ تعلمين أني لن أستطيع الزواج"
أومأت برأسها نعم .. فأخذها بين ذراعيه كي يُعبر عن احساسه بها.
أيام وشهور وهو يُربكها .. صداقة فقبلة .. صداقة فحضن .. صداقة فاحتواء
وعندما تبحث هي عنه لا تجده.
إحساسها غلبها .. ما كانت لتقدر أن تغلبه أكثر من ذلك ولكن فقط عندما اجتاحها هذا الإحساس حتى إتخذت قرار بالبُعد عنه.
حاول أن يُرجعها عن قرارها بالتعبير مجدداً عن "إحساسه" ولكن لم تترك له فرصة فغضب كيف لها أن ترفضه هي إذاً كانت تتلاعب بإحساسه وتكلم وتكلم واتهمها وهي وقفت صامتة لتسمع كل ما يحاول به أن يُرضي ضميره فاصور لنفسه أنه هو الضحية في هذه الصداقة ذات الأحاسيس ابتسمت بهدوء عندما انتهى ولم تقل له أي شيء انتظر منها رد على اتهاماته .. انتظر غضب .. انتظر أي شيء لتكمل المشهد في خياله ولكنها لم تمنحه هذه الفرصة تركته وذهبت.
وقف مكانه يراقبها وهي تمضي لم يدري أيلحق بها أم يتركها .. هي كانت فعلاً تملئ حياته .. لماذا تذكر هذا فقط الآن !
تركها ذهبت ولكنه لم يتركها في سلام.
حاول التحدث معها .. اتصل بها وبعث لها برسائل لم ترد على أياً منها.
كانت تحاول جمع شتاتها في هدوء وسلام بعيداً عن تلاعبه بها.
عندما وجدت قوتها وعلمت أنها لن تسمح أبداً بضعفها أمامه ثانيةٍ أبداً .. اتصلت به.
سألت في هدوء عن أحواله، عن حياته وعمله. استغرب هدوئها حاول أن يميز أهو من انكسار أم من قوة. فسألها عن أخر يوم لهما معاً فابتسمت وقالت له إنها تركته يقول ما يريد ليُريح ضميره ولكنها تعلم أنه يعلم جيداً من أخطأ في حق مَنْ انهزم فقط في هذه اللحظة حاول أن يسترد قوته أمامها فقال لها أنه تقدم لخطبة احداهن فباركت له خطوته بكل هدوء فحاول أن يُعيد ثانية ما قال لها في أخر مرة أنها لا يُهمها أمره حقاً فأوقفته هذه المرة عن الكلام وقالت له لا تحاول أبداً أن تُقلب الحقائق سأنهي المكالمة الآن ولن تسمع صوتي ثانيةٍ ولكن كي تعلم جيداً لن أسمح لك أبداً أن تعود لحياتي بأي شكل من الأشكال لم يعد لك أي مكان بها ولتقل لنفسك ما تشاء لكننا نحن الإثنان نعلم جيداً ما حدث فنحن الإثنان كنا متواجدين والآن أترغب في قول شيء أخير؟ سألت فذُهل وصمت ..
قالت له وداعاً إذن ولتكن حياتك سعيدة بضميرٌ نائم .. وأغلقت الهاتف.

إعتقدت أنها ستبكي أو تضعف أو شيء ولكنها فقط أحست بالراحة .. الآن وجدت قوتها مجدداً .. الآن قد تخلصت من سمومه بحياتها.


ساره عاشور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق