جلست تستريح من لهاث هوسها به.
مضت شهور وهي تحاول اللحاق به، تبحث عن كل ما يصدر منه وإن كان لغيرها. تتعلق بكلماته وأحواله هي كالدراويش في حبها له.
تخلق له أعذار الكون وتُمنّي نفسها به وإن كان قريباً سيتزوج بأخرى فمازالت هناك فرصة .. دائماً هناك فرصة لأخرى لتتسلل منها لحياته.
تخلق له أعذار الكون وتُمنّي نفسها به وإن كان قريباً سيتزوج بأخرى فمازالت هناك فرصة .. دائماً هناك فرصة لأخرى لتتسلل منها لحياته.
هكذا ابتعدت عنه في الأساس، بسبب أخرى.
لاحظت أعراض أنثى جديدة عليه، أحست بأن هناك شيء مختلف في جدوله اليومي واختفاءات غير مبررة فهي تحفظ جدوله عن ظهر قلب. كانت تثق به وتثق بحبه. أحبته حد الهوس الذي يزيد في البعد. تُصبح كالمدمن الذي يبحث عن جرعة انتشائه المقبلة. تتعلق بكلماته ورسائله وتنتظره .. دائماً ما تنتظره.
ولا يأتي.
سنوات علقّت نفسها به. بالوعد الذي قطعه بالزواج منه "أحبك أنا بالطبع سنتزوج ولكن قريباً لست مستعد بعد."
دائماً ما كانت صديقاتها تحاولن إفاقتها من إغماءة الوله هذه "هو فقط يتسلى بكِ" "هو قادر على الزواج في أي وقت ولكن ليس منكِ" ولكن دون جدوى فهي قد تعدت خط التراجع.
يومٌ ما بدأت شكوكها تزيد، قررت أن تلحقه وترى هل هناك فعلاً أخرى أم لا. لحقت به في كل مكان ذهب إليه وكانت دائماً ما تنظر له بتعلق واضح على وجهها.
ونطق وجهها أيضاً بالطعنة التي أحستها عندما رأتها مقبلة عليه والإبتسامة تملئ وجهها هي "الأخرى". لا تفرق عنها كثيراً بل يُمكن أن تكون هي أجمل منها.
تسمرت مكانها ولا يتحرك بها سوى عينها تنظر له ثم لها والأيدي الممدودة والسلام الطويل والإبتسامات والشفاه التي تتحرك بكلمات ثم جلسا ووقعت هي ..
"ماذا فيها إن أصبحت أنا أخرى بحياته .. المهم هنا هو أني سأبقى في حياته." قالت لنفسها.
ثم تذكرت حالتها عندما علمت بأمر تلك الأخرى، الليالي التي كانت تشعر فيها بأن روحها تكاد أن تُسحب منها. الدموع والدعاء اللاهث "اللهم إنزع حبه من قلبي. اللهم إنزع حبه من قلبي" .. الذكريات التي كانت تُعذبها كل دقيقة وذكرى لقاءه بالأخرى وإغمائتها "تُرى هل رأنى في هذا الوقت أم لا؟" الضعف الذي كانت عليه.
"لا أستطيع أن أضع غيري بهذا المكان .. لا" قكرت وهي تهز رأسها.
ثم تذكرت كلماته وهوسها به ودقة قلبها معه ..
فقالت "ولكن هو لا يستطيع أن يحيا بدون أخرى على جدوله .. فخيراً أن تكون أنا. ما هذا إلا أمرٌ مُحتمٌ حدوثه."
أمسكت بهاتفها وبحثت عن رقمها وإتصلت به .. سمعت صوت أنثى يرد عليها فأغلقت الهاتف ثم ألقت به في وجه الحائط كما لو كانت تُلقيه في وجهه هو
"وياليته هو الذي تحطم."
ساره عاشور
وصفتي حالة الهوس والحب الوهمي المرضي بإحساس عالي أوي يا سارة
ردحذفولو إني معترض جملة وتفصيلا على إن الإنسان يسيب نفسه يوصل إلى هذه الحالة
بالتوفيق دايما