الأحد، 12 أغسطس 2012

زفاف


سيكون فستاني الأبيض بسيطاً جداً .. أحب أشيائي بسيطة بلا تعقيد لا داعي له يُلفت الأنظار.
جمال الأشياء حتماً يكمُن في بساطتها. سأربط شريطة حمراء على وسط الفستان، تعلم أني أعشق الأحمر فهو لون جنوني.
سيكون شعري منسدلاً على ظهري، ومكياجي لا يكاد يُلاحظ أحد وجوده.
وطرحة العروس ستكون رقيقة، لن أزينها بتاجٍ ماسي بل بطوق من الفُل والياسمين. أعرف أنك تُحب رائحتهما.
صديقاتي سيلبسون اللون الوردي، لوناً أنثوياً يليق بهم.

أما بدلة العريس .. أنت حبيبي ..
ستكون سوداء بها لمعة بسيطة، وقميصاً أبيض وكرافت أحمر. تعلم أني أعشق الأحمر.
ستبدو وكأنك أحد نجوم السينما الذين تقع الفتيات تحت أرجلهم ولكنهم لا يعيرونهم أي اهتمام مجرد ابتسامات بلاستيكية ألية ويحفظون الابتسامة التي تصدر من قلبهم لمن هم مُتيمون بها.
أي أن جل اهتمامك سيكون لي ..
نعم كما تعودت منك تماماً أعلم ما ستقول.
ستكون أنيقاً ووسيماً وجذاباً والمهم أنه بنهاية الليلة ستكون لي .. أو رسمياً أعني.

سيكون حفلاً لا يُنسى .. نسمع به كل ما نُحب من أغانٍ لا كما يفعل الناس ويتركون كل الأمر لمنسق الموسيقى. تعلم أني أحب أن أسيطر على كل التفاصيل.
ورقصتنا الأولى كزوج وزوجة على موسيقى هادئة من أحد الأغاني المفضلة لدينا.
ثم نرقص مع أهلنا وأصدقائنا ونلتقط معهم الصور لتُخلد ليلتنا لدى الجميع.

ثم بالنهاية نودعهم لنذهب لمنزلنا الذي أثثناه سوياً، اخترنا كل قطعة فيه ووضعنا فيه شخصياتنا ليكون بالنهاية ما يُعبر عنا. هو بيتنا عنواننا بالفعل.


تعلم أن الفتيات يُفكرن كثيراً بهذا !
يقضون الأيام والليالي يشغلون أنفسهم فقط بهذه الليلة وتفاصيلها وماذا سيحدث وماذا ستقول وكيف ستضحك ومن ستغيظ من صديقاتها ومن ستفرح معها وأشياء كهذه ..

أتعلم أني لا أفكر بهذه الليلة كثيراً أو يكاد يكون أبداً !
أعني لا أقف عند حدود هذه الليلة وحسب .. يُهمني بالطبع كيف ستكون وماذا سنلبس وكيف سنبدو للعالم وكل هذا، فكرت فيه مرة او اثنتان وحسب.

تعتقد أني حتماً أفكر فيما يأتي بعد في مستقبلنا. سأخيب ظنك قليلاً ..
أفكر في المستقبل أو أحاول أن أفكر فيه، فأرانا ونحن ببيتنا وأحضر لك الغداء أو أهتم بنظافة بيتنا ..
نجلس سوياً لنشرب الشاي ونشاهد التلفزيون قليلاً ..
أو نجلس لنقرأ معاً ..
لا يفعل أحدنا شيئاً دون الأخر.

لكني معظم الوقت لا أقدر أن أرى لي مستقبل ..
لا شيء، لا أرى أي شيء به.


هنالك فقط ..

هل أطلعك على سر؟ لا أريد حتى أن أصارح به نفسي !

أنا لا أرى بمستقبلي سواك .. هذه هي حدود مستقبلي، أنت وكفى ..



ساره عاشور

هناك 5 تعليقات:

  1. خيال رقيق

    ورومانسية حالمة

    تسلم إيدك

    ردحذف
  2. أنا لا أرى بمستقبلى سواك .. هذه هى حدود مستقبلى .. أنت و كفى


    رائعة :)

    ردحذف
  3. تحفة فنية رائعة ولكن برضه احب اغلس شوية :)

    - ما ينفعش تبقى بشعرها الا لو فرح اسلامي ستات لوحدهم :)
    - وهي الحياة الرومانسية دي لازم تبدأ برقصة قدام الاهل والاصدقاء ؟
    - الا يا ترى الشقة الاول متكلفة كام والعفش تمنه كام برضه :D

    معلش بقيت اتعقد من الرومانسية اللي ما بقراهاش الى في الكتب والاشعار والمدونات
    مافيش رومانسية، كلهن يخلعن عند اول عريش جيبه مليان ويشتري

    ردحذف
    الردود
    1. اسماعيل

      أولاً نورت المدونة :)

      ثانياً، الشقة والفلوس دي شكليات :D

      أنا كتبت على أساس اللي أنا بفكر فيه، أه النت مليان رومانسيات وأرض الواقع بتبقى أنشف بس أنا حقيقي مبحسبهاش بالفلوس لأنها مش دايمة :)

      حذف
  4. اشجعكِ على كتابات مثل هذه لان الكتابات الجميلة تغير حياة الناس وتفكيرهم

    ردحذف