الأربعاء، 4 يوليو 2012

خان .. يخون .. خيانة



لم تتوقع أبداً خيانته لها بعد كل هذا العمر وكل هذه العشرة وكل ما مروا به. هي "أم أولاده" يجرحها مثل هذا الجرح ويُهين كرامتها وهي التي حافظت عليه وعلى كرامته 20 عاماً.

لم ترى أي مقدمات لهذه الصدمة، يقولون "النساء دائماً ما يعرفن بخيانة أزوجهن، دائماً ما تجدن إحساسٍ ما يراودهن وغالباً ما يكون صحيحاً" إذن لماذا لم أشعر بذلك !
ألستُ بامرأةٍ كفايةٍ !
لكني لم أبحث وراءه، لم أبحث عن الشعرة الغريبة على جاكت بدلته أو الرائحة النسائية على ملابسه .. لم أتدخل في مكالماته ولا مقابلاته. لم أشغل نفسي بكل هذا، كنت أثق به !

أبنائها ماذا ستقول لهم، أباكم فضّل أخرى عليَّ !
لم ينظر أبداً لتأثير ما فعله عليَّ أو عليكم !

نهاراً كانت تقوم بواجباتها المنزلية ثم أتاها هاتف من صديقة لها تؤكد أنها رأت زوجها مع أخرى في محل للذهب. "صغيرة وجميلة" قالت صديقتها. "دائماً يستبدلوننا بالنُسخ الأصغر هكذا هم الرجال يبحثون عن الأحدث". ثم انتبهت لصوت صديقتها يسألها ماذا ستفعل؟ فقالت لها "لا شيء". تعجبت منها. "كيف لا تفعلي أي شيء؟!! إتركيه، هدديه بأولادكِ" قطعت عليها الكلام "هم أولادنا" فضحكت صديقتها بسخرية "أنتِ تعرفين ذلك طبعاً لكن، هل تذّكر هو !!"
بلعت ريقها ومعه إهانة صديقتها واعتذرت لها "لابد أن أغلق الهاتف الآن لم أنتهي من أعمال المنزل". جلست في مكانها لم تتحرك، كيف تتحرك بعد الجبل الذي همدّها الآن !
فكرت تتصل به الآن وسوف تعرف من صوته حتماً ستعرف أن هناك شيء جديد عليه أو شيء مريب أو أي شيء .. ولكن متى عرفت قبلاً حتى تعرف الآن !!
نظرت حولها في المنزل الذي يعبأ بذكرياتهم معاً في كل رُكن فيه .. صورهم معاً، صور أطفالهم، صورة زفافهم نظرت لها مطولاً وللإبتسامة المزيفة التي يحملها كلٍ منهما، هي أرادت أن تتزوج من ابن عمها وهو صارحها بعد زواجهما بفترة بأنه كان يُحب زميلته في الجامعة ولكن العائلة.
زفرت كأنها تحاول إخراج كل الأسى منها ولكن بلا فائدة. لفت أركان الشقة كأنها تجمع كل ذكرياتهم لتأخذها معها حين ترحل. ثم وقفت في منتصف غرفتهم "أترحل؟!" تتركه لها هكذا بكل سهولة أم تتركه لها لأنه الخائن .." ثم ضحكت وقالت "فلينعموا معاً بخيانتهم، من خان مرة فسيخون أخرى وأخرى وأخرى وهي سيأتي يوم وتكون القديمة."
وضحكت بصوت عالٍ ثم صمتت ونزلت دموعها "أبقى معه فهي العِشرة وسنون طويلة ومواقف كثيرة وأطفال ! ماذا عن أطفالنا !"
نظرت لصورهم ..

وقررت أن تتركه لها بخيانته .. وألا تطئ قدمه منزلها مرة أخرى.

ولكن ،،

كيف لم تعرف؟!
"النساء دائماً ما يعرفن بخيانة أزوجهن، دائماً ما تجدن إحساسٍ ما يراودهن وغالباً ما يكون صحيحاً"



ساره عاشور

هناك تعليق واحد:

  1. اذا سمحتى لى بالتعليق..اول تدوينة لكِ لا تصلنى فكرتها كاملة..هل ما كان بينهما حب؟ ام حب بطعم العشرة؟ام قدر جمعهما وفرض عليهما والديهما ان يتزوجا فاستسلما؟وهل هى أحبته؟وهل هو أحب تلك الصغيرة؟الحب ليس عيبا ولا ذنبا ولكن كيف يكون لنا من أحبناه ؟

    ردحذف