الأربعاء، 15 أغسطس 2012

سُم لا ينسحب


يكرهون العتاب في العلن .. أو حتى في سرك.
يكرهون أن تبلغهم عن أخطائهم أو عن عيوبهم ..

كانت تفاصيل الاشتياق توجعها ..
تحاول أن تفك خيوطه من بعضها، صوته عن وجهه عن يده. كُلٍ في مكانٍ وحده لتعطيه حقه.
كانت تحاول التعايش مع ذكرياتهما، تحاول الاعتياد على ملاحقتها لها في كل لحظة من كل يوم.
حاولت وحاولت وفشلت .. ثم ظهر مجدداً !
عاد وكأن كل هذا الوجع الذي مرت به لم يكن شيئاً مهماً وهذه الأيام كانت لحظات !
عاد ودبلة امرأة أخرى ستزين يده، عاد يطلب منها اهتمامها وحبها .. عاد يطلب اسعاده.
عاد وتجمدت هي ..
لم تفكر بعقلها، لم يوقفها هذا الحاجز الفضي في يده وتجاهلت رؤيته تماماً. لم تتذكر تفاصيل كثيرة سوى حُبه.
عاد وهو يعلم أنها ستكون بانتظاره تقف على أطراف أصابعها تشعر بنقصها دونه وعودته ستكملها رغم امتلائه هو بأخرى ..
عاد وعادت هي ..

هو لا يعتبر نفسه سُم دخلها ليقتلها ببطء. بل هو يقف عند حدود ما يُريده فقط وما يفعله بغيره لا يهم.

يسألها: هل هذا حقاً ما ترين بي؟ أني سُم؟
لم ترد عليه .. سألها بنبرة تهكمية: وهل تخلصتي من هذا السُم ؟!!!
فقالت: أحاول ..

لا يريد منها أن تعاتبه .. ما حدث خارج عن ارادته. أو هكذا يصور لها.

ظهر بحياتها مجدداً .. ظهر بخيلائه وأحاسيسه التي يُحب أن يُعبر عنها دون أي اهتمام لاحساسها هي أو ما يفعله بها.
ظهر بحياتها ليأخذ برأيها في المحلات التي تبيع فساتين الأفراح .. لا، لا تعتقد أنه لها بل هو لزوجته المستقبلية.
نعم، يأخذ برأي من يقول أنه يحبها في فستان وبدلة حفل خطوبته المقبل على غيرها.
ظهر وهو يعلم أنه يملك بها شيئاً ما سيمكنه من أن يُحركها تجاهه دون أن يخسر شيئاً من حياته بينما تقف هي دون أن تتحرك.
فقط عندما دخل بحياتها شخصاً لطيفاً ليعوضها قليلاً .. ظهر وقلب حياتها رأساً على عقب.

لا تعتقد أنها يُعجبها ضعفها أمامه أو أنها تُعطيه هذه المساحة بحياتها مجدداً .. هي تتحرك كالمنوم حوله. لا تقدر أن تقول له: لا .. ابتعد عني. عندك زوجتك وحياتك فلتكتفي بها ودعني أمضي بما بقي مني، هذا إن كان بقي شيء يُفيد أخر من بقايا قلبي.

يحاول أن يُبرر لها موقفه: أصدقائي قالوا لي أن الحب شيء والزواج شيء أخر فلا تخلط بينهما.

تحاول هي أن تُبرره لي فتقول: هو غير سعيد، لا أرى بعينه أو بوجهه أي لمحة سعادة. أنتظر أن أرى دبلة امرأة أخرى بيده يمكن عندها فقط أفيق من هذا التنويم.
 أحاول استيعاب الحالة التي هي بها، أن لا أزيد جراحها بكلمة غير محسوبة لكني أعتقد أني أفشل لأني لا أستطيع تحمل حالة الضعف التي هي بها.

هو شخص مؤذي لا يملك زمام أمره ولا يستطيع أن يختار حياته لا يستطيع أن يختار زوجته بل يترك الأمر كله لوالديه بحجة أنه هكذا يبرهما ..
فلا يستطيع اثبات رجولته المنقوصة هذه سوى بالتلاعب بمشاعرها .. يسمع لأصدقائه بأن الحب شيء والزواج شيء أخر .. ليذهب ليتزوج من امرأة لا يملك أي شيء مشترك بينه وبينها سوى أن والداه اختاراها له لأنها طبيبة مثله ! ولأن أهلها يملكون المال.

ثم يأتي ليتحدث عن المشاعر والأحاسيس الفياضة والاهتمام والحب معها هي !
فهو يريد زوجة في منزله وحبيبة خارجه.

هي تحاول أن تسّند قلبها وتشده ضده وأحاول أن أساعدها ..
هي لا تقبل أن تصبح "أخرى" بحياة أي أحد .. وأنا لا أقبل لها.


ساره عاشور

هناك 5 تعليقات:

  1. رائعه جدا ياساره بجد لمستني لاني مررت بحاله مشابهه

    ردحذف
  2. العنوان وتشبيه السم عجبوني أوي

    تحليلك كمان للشخصية رائع

    تسلم إيدك

    ردحذف
  3. مش معقول اقراها فالوقت دا بالذات !!
    احسنتى سارة

    ردحذف
  4. إحساسك جميل جدا يا ساره
    بجد لمستي قلوب ناس كتير

    ردحذف