في اليوم التالي استيقظت تحاول استيعاب ما فعلته بالأمس حين وقعت
عينها على العلبة .. أمسكت بهاتفها لتتأكد أنه لم يُحدثها أو يبعث لها
برسائل وأغلقته تماماً لما أمسكت بنفسها تضغط أرقامه لتتصل به وألقت به
جانباً ....
اعتدلت على السرير ونظرت مجدداً للعلبة أمامها ثم هبت واقفة وعيناها تمشطان الغرفة من حولها وما يبدو عليها من أثار المعركة. ثم انهارت جالسة وعادت لما يبدو أنه استكمالاً لحلقة البكاء من أمس .. ثم من وسط الدموع قالت: اللعنة على الأفلام وعلى من يرغب في أن يُحاكيها .. واستكملت البكاء.
حين انتهت، فكرت ماذا عليها أن تفعل أولاً؟!
تُرتب الفوضى بغرفتها أم تُرتب الفوضى بداخلها ..
وعند المقارنة وجدت أن غرفتها أهونهما فقامت لتؤدي ما عليها بها علّه يُساعدها بما عليها فعله بفوضاها الأخرى.
تخلصت من العلبة ورتبت كل أنحاء غرفتها وكل جزء تصل له تتأكد أنه لا يحمل أي ذكريات مفاجأة بطياته وعند انتهائه منه تتركه لأخر ثم بعد انتهائها ذهبت تُحضر لنفسها "نسكافيه بلاك" كما تُحبه وقامت بفتح جهاز "اللابتوب" ووضعت قائمة بأغانيها المفضلة واختارت ركناً بغرفتها وجلست على الأرض ورأسها مسنود على الحائط خلفها وتُدندن مع الأغاني، فيروز مُطربتها المفضلة دائماً وغالباً في حالات العزلة والانفصال عن العالم الخارجي هذه.
صوت فيروز رفيق عُزلتها ومؤنسها.
بدأت في ترتيب ذكرياتها لتحاول التخلص من ذكرياتها معه، تتمنى لو لها قدرة على سحبها من عقلها ثم حرقها هي الأخرى ..
تذكرت أول فالنتين لهما سوياً حين فاجأها بباقة كبيرة من الورد الأحمر، حسدها جميع أصدقائها عليها.
تذكرت أول رمضان مر عليهما والفانوس الكبير الذي أتى به لها .. وتذكرت ان عليها التخلص منه هو الأخر ربما لجمعية أيتام يفرح به الأطفال عوضاً عن نشر مزيد من الوجع هنا.
بقيت فيروز تُغرد وهي باقية في جلستها على أرض الغرفة ورأسها مسنود ربما من ازدحامه بما يجب التخلص منه وعدم معرفتها كيف تتخلص منه .. بقيت في الحالة هذه حتى أتى الليل وزاد ظلام الغرفة حولها.
تذكرت أن صديقتها طلبت منها أن تُطمئنها عليها فقامت بفتح هاتفها مرة أخرى ..
ما إن عاد الهاتف للعمل حتى فوجئت برسالة تنتظرها ..
رسالة منه ..
"أعلم حالة العُزلة التي حتماً قد أدخلتي نفسكِ بها، وأني أخر من تُريدين أن تسمعي منه الآن ولكن ..
لا أستطيع حتى الآن أن أجد تفسير واضح لنفسي حتى أجد ما أفسر به نفسي لديكِ ولكني أعلم أني أشعر بافتقاد كبير لوجودك.
أنتظرك .."
بقيت عيناها محدقتان بالشاشة حتى انطفأت ، أضائتها مرة أخرى وأخرى وأعادت قراءة الرسالة لمرات ومرات. لم تدري بما ترد !
أو ماذا يُريد هو في الأساس !
ثم اخرجها صوت رنين الهاتف من دوامة التساؤلات، انخلع قلبها لعله هو ..
ما غن دققت بالشاشة حتى وجدت اسم صديقتها فتذكرت لما قامت بفتح الهاتف.
بعد مكالمة طويلة وجذب وشد بينها وبين صديقتها وانهاء المكالمة بوعود منها لصديقتها بعدم التحدث له وأن لا تُطيل في الهروب إلى داخلها أنهت المكالمة وعادت لقراءة الرسالة والنظر لاسمه ..
ترددت في الرد برسالة أو أن تقوم بالاتصال به ثم حدثت نفسها أنه لم يقم بالاتصال بها حتى تتصل به هي ثم تذكرت أن هاتفها كان مُغلق ..
فقالت لها فيروز
"بتمرق علي امرق ما بتمرق ما تمرق مش فارقة معاي مش فارقة معاي
بتعشق علي اعشق ما بتعشق ما تعشق مش فارقة معاي مش فارقة معاي"
فابتسمت لها وأغلقت الهاتف مرة أخرى ..
ساره عاشور
وصفتي إحساس الحيرة والتردد والحنين واللخبطة ف المشاعر بطريقة حلوة أوي
ردحذفس ماقدرتش أفهم هي فعلا مش فارق معاها وللابتعمل مش فارق معاها
بالتوفيق دايما