الاثنين، 2 يوليو 2012

كارما ..



الكل يرى فيها نصفه الذي يُكمله، هي من تحمل كل الصفات التي يُريدونها في شريكة حياتهم ..
أو هكذا يتصورون.

كلما تحدثت مع أحدهم تتعجب من إنجذابه إليها وإحساسها بأنه يظن فيها نصفه الآخر "كم أحتاج لأكتمل أنا إن كنت النصف الأخر لكل هؤلاء !" كانت تفكر .. تمتلك رؤية واضحة لمن تريد أن تكمل حياتها معه ولعلها الرؤية الواضحة الوحيدة في حياتها فهي ليست متأكدة من أي شيء أخر سوى ذلك. ولن تتنازل عنها.

هي فتاة عادية أو هكذا ترى نفسها، هناك من هن أفضل منها في كل شيء. تعتبر أن كل ما يميزها هو حُبها لـ اللون الأحمر.
"يمكن ألا تكونين صاحبة جمال خارق كما تقولين ولكنكِ حتمًا مُلفتة للنظر بشكلٍ ما." جملة قالها لها أحدهم مرة عندما إعترضت لما وصفها بأنها "جميلة جدًا" ..
لا تقتنع أبدًا بهذه المجاملات ..

كانت رغم كل الوجوه حولها وحيدة. الجميلات دومًا وحيدات.
"سوف يأتي، هو حتمًا سوف يأتي" دائماً ما كانت تعتقد هذا .. نصفها سيأتي حتمًا إليها.

قضت سنوات طويلة تتنقل في علاقاتها كفراشة تبحث عن الضوء الذي لن يُهلكها فكلهم بالنسبة لها كانوا كالنار. كل علاقة تبدأها تتعرف على شخصية من أمامها تبحث عن نقاط مشتركة بينهما ثم تبحث عن نقاط الضعف، تحيطه بالإهتمام، تحاول أن تُعلمه أشياء جديدة، تُغيره للأفضل لكن ما إن يُصرح لها بحبه حتى تُنهى كل شيء من طرف واحد. وتختفي من حياته فلا تترك سوى تأثيرها عليه ولا أثر أخر.
ندمت كثيرًا على مغادرتهم هكذا فربما تسببت لهم بجراح لن تُشفي ثم تُفكر ولكن العاديين مثلي لا يُسببون أشياء كهذه !
ثم إنني حاولت إصلاح أشياء خاطئة بهم. ولكن ما إن تُفكر بـ"الكارما" المصطلح المستخدم في الغرب للتعبير عن أن كل شيء تفعله له عاقبة في حياتك. كل فعل حتمًا سيُرد إليك.
فتدخل في دوامة من الأفكار ماذا ستجلبه الكارما عليَّ ؟

ثم حدث ما كانت تتوقعه وإنقلبت القصة، من تُحس هي نحوه بالحب يتركها. فصممت ألا تبتعد "يجب أن أأخذ العقاب كامل، لن أهرب منه، لن أتحمل أن أُعاقب في غيره."
بعد أن تخلصت من كل "الكارما السيئة" أحست وكأن جبل أزيح عن كاهلها. شعرت بنقاءٍ ما وقررت ألا تدخل في أي علاقة حتى يأتي هو. وقضت أوقاتها بين أشياء تُهمها وأصدقاء ولكن كل صداقة تشعر أنها ستتحول لحب، تنهيها.

ثم ..

رأت فيه نصفها الذي يُكملها، هو من يحمل كل الصفات التي تريدها في شريك حياتها ولكنها لم تكن مثلهم مخطئة فهي تملك رؤية واضحة عن من يجب أن تُكمل حياتها معه.


ساره عاشور

هناك 3 تعليقات:

  1. سيدتى ..لكى إسلوب ساحر ..يجعلنى أقرأ وافرح وأحزن..أفرح لاننى اجد صدق كلماتك واحساسك مشابها لكثير من حالى واحوالى ..واحزن لاننى قاربت ان انتهى من كلماتك واحس انها قصيرة جدا
    سيدتى احساس اخر يراودنى وانا أقرأ..كل كلمة وكل سطر وانا أقرأه أحس بغليان بداخلى يجبرنى على الرد وأحس اننى سأرد بأكثر من كلامك وأفضفض..ولكن حين انتهى من كلماتك ...فقط أصمت..واحيانا فى الصمت أبلغ البيان!

    ردحذف
  2. للحظة اعتقدت انني أنا من كتب هذه الكلمات !
    تشبهني جداً هذه الكارما! أو ربما هي إنعكاس لي

    ردحذف
  3. الإختلاف الوحيد بيننا هو انني أعشق اللون الوردي وليس الأحمر...

    ردحذف