الاثنين، 23 يوليو 2012

عناق


عانقته عناق طويل ظن أنه لن ينتهي، حاولت أن تضع فيه كل ذكرياتهما معًا لترحل عنه كما كانت قبله .. هكذا تَمَنّتْ ..
ثم طبعت قُبلة على جبينه ورحلت ..

لم تطلب منه أن ينساها أو يتذكرها .. لم تتمنى له حياة سعيدة أو فليمت حتى .. لم تَعُدْ تهتم بما يفعل.

***

اكتشفت ذات يوم أنها باتت تنافس امرأة أخرى فيه، امرأة تجهلها ومطلوب منها أن تُقاسمها حبيبها. أنثى أخرى تحاول أن تملُك ما كان لها. امرأة لا تعرف عنها أي شيء ولا الأخرى تدري عنها.
كانت كلما شعُرت باكتئاب أتيٍ ليأكل روحها تتحامى بعناقٍ يجمعها بروحه. هذا هو ما تحس أنه يحميها من دواخلها. هو رَجُلها الذي تتحامى فيه من العالم.

امرأته الأخرى كانت تظن أنها وحيدة بحياته، هي فقط من تملك مفاتيح قلبه. لم تسأل عن غياباته المتعددة، لم تُريده أن يشعر أنها تُضيق عليه فتركته لما يُريحُه.

قضى أيامه حائر بين الاثنتين، يُفاضل بينهما .. مَن تتركه لراحته. ومن تهتم به حد التضييق عليه ولكنه إهتمام مفقود من الأخرى. لم يدري أنها تعلم ولم يرد أن يعترف لها بخطئه ولم تسأل. ووجدت نفسها يومًا بيوم تفقد إهتمامها بما يفعل، مَنْ يُحدّث، أين يذهب .. كيف هي الأخرى !
تكيفت مع الوضع هكذا وانتظرته ليختار .. أسوأ ما يُمكن أن تمُر به امرأة تحب السيطرة على كل ما يحدث بحياتها لتشعر بالأمان، أن تترك قرار يخص حياتها بيد غيرها. أحبته لهذه الدرجة وهو كان يُريد الأفضل له وفقط ..
فقدت إهتمامها وفقدت معه نقطة تقدم على الأخرى وهي لا تدري. كان التسابق بينهما مهم له، يُرضي غروره.

جاء ذات يوم ليُعلن لها قراره، يختارها هي لتُكمل معه حياته وطلب منها أن تتزوجه. توقع منها فرح وسعادة أن تطير به وبإختياره. أن توافق دون أي تردد وأن يعود لها إهتمامها الطاغي به. أغلق قيدها السابق ومد يده لها لتُمسكه فيعود إهتمامها وتعود معها سعادته بهذا الشعور.
فاجأته بعدم إبداء أي رد فعل على ما قاله "أنت كُنت مخطأ حين ظننت أن إهتمامي قيد." قالت له وهي تقف "أنا أحببت فعلًا أن أهتم بك، أن أشعر أنك طفلي، مسئوليتي، أطمئن عليك طوال اليوم لأشعر بالراحة أنك بخير."
نظر لها في حيرة شديدة فلم يتوقع هذا أبدًا.
قالت "الأخرى، هذه التي اخترتها لتُنافسني. يُمكنها أن تحظى بكل ما فيك. كل غرورك وأنانيتك وغبائك."
ذُهل عندما عرف أنها تعلم وقف أمامها وقال لها "لم يحدث أن ارتبطت بأخرى أنا أُحبكِ أنتِ."
ضحكت باستهزاء وتقدمت منه "أنت مخطيء."
ثم
عانقته عناق طويل ظن أنه لن ينتهي، حاولت أن تضع فيه كل ذكرياتهما معًا لترحل عنه كما كانت قبله .. هكذا تَمَنّتْ..
همست له أن "أكثر ما يؤلم الروح ويترك أثرًا عميقًا بها، هو الخطأ الذي نفعله عن عمد ثم نتمادى فيه."

ثم طبعت قُبلة على جبينه ورحلت ..


ساره عاشور

هناك 9 تعليقات:

  1. روووووووعة
    تحياتى لابداعك

    ردحذف
  2. to7fa asrt fya aweeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeee <3

    ردحذف
  3. روعة بجد انتي مبدعة جدا خاصة اني عشتها بكل تفاصيلها

    ردحذف
  4. صراحة شيء جميــــــل والله ابدع
    واصل والا سأحلف الا اخرج من عقلك

    ردحذف
  5. راإئـــع راإقــت لي , أستمري ب أمكــانكك أن تصبحي كــاتبـةة نـاجحةة ..*

    ردحذف
  6. to7faaaaaaaaaaaaa

    ردحذف
  7. جميله جدا وفعلا بيحصل كدا بالظبط - يخونولما يزهق يحاول يرجع تانى - بس يفيد بايه بيكون وقتها دقت ساعه الصفر على الرحيل من حياته .

    ردحذف
  8. يسلم دياتك

    ردحذف